البصرة بين شح المياه وتزايد الملوحة.. وتدخل الهلال الاحمر لتخفيف الأزمة
تقرير / حسان حمزة
ساهمت موجات الجفاف المتكررة، وظاهرة التصحر، وشحّ الأمطار الناتجة عن التغيرات المناخية، فضلاً عن موقع المحافظة الجنوبي على ذنائب دجلة والفرات، في تصاعد حاد بنسبة ملوحة الأنهار، خاصة شط العرب. وقد أصبحت البصرة اليوم من أكثر المحافظات العراقية تراجعاً في فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب.
هذا التدهور تفاقم مع تصاعد اللسان الملحي، وتقادم البنى التحتية لمشاريع المياه، والزيادة الكبيرة في عدد السكان، بالإضافة إلى موجات نزوح داخلية لسكان محافظات مجاورة، دفعتهم التغيرات المناخية إلى ترك مناطقهم والبحث عن سبل العيش في البصرة، ما ضاعف الضغط على الموارد المحدودة.
ومع استمرار تدفق المياه المالحة، تتزايد حاجة السكان لمصادر مياه نقية، إذ تسبب المياه الملوثة بأمراض مختلفة تمس حياة السكان بشكل مباشر. ولمواجهة هذا التحدي، بادرت جمعية الهلال الأحمر العراقي إلى التدخل من خلال نصب (16) محطة لتحلية مياه (RO) في أقضية أبو الخصيب، سفوان، شط العرب، والزبير، ومنطقة العشار، وحي الرسالة، والحكيمية ومناوي باشا، الى جانب عدد من القرى والمناطق النائية البعيدة عن مركز مدينة البصرة، وبقدرة إنتاجية تصل إلى (50.000 لتر/الساعة)، مدعومة بفلاتر اختزال بحري متخصصة لمعالجة المياه شديدة الملوحة، حيث يتجاوز عدد المستفيدين أكثر من 60 ألف شخص.
كما نصبت الجمعية وحدات استجابة طارئة (M5، M15، M40 ) وهي محطات تصفية وتعقيم ذات قدرات إنتاجية تبدأ من 500 لتر/ساعة وتصل إلى 4000 لتر/ساعة، وبإجمالي طاقة إنتاجية تصل إلى 600,000 لتر خلال عشر ساعات تشغيل. وتعمل هذه المحطات على تحلية مياه الأنهار ذات الملوحة المنخفضة، ويتم نقل المياه المنتجة عبر سيارات حوضية إلى المناطق البعيدة عن مواقع تلك المحطات.
وفي خطوة مستقبلية، تعمل جمعية الهلال الأحمر العراقي بالتعاون مع الجمعيات الوطنية الشريكة على تجهيز وحدات تصفية وتعقيم جديدة لدعم المحطات الحكومية داخل مركز مدينة البصرة والمناطق النائية التي تعاني من شحة المياه الصالحة للشرب او للاستخدام الشخصي، في إطار خطة طويلة الأمد لتقليل آثار أزمة المياه وضمان استدامة وصول المياه الصالحة للشرب إلى جميع سكان المحافظة.