تعد ظاهرة التسرب من المدارس وعمالة الاطفال قضية أجتماعية وتربوية تنتشر يوماً بعد يوم على الرغم من الدعوات المستمرة لمناهضتها ، وترتبط هذه الظاهرة بدور الاسرة وتخليها عن مسؤوليتها تجاه أبنائها وأجبارهم على العمل او التسول لمساعدتهم مادياً في الوقت الذي تعجز فيه الكثير من الاسر المتعففة عن توفير أدنى أحتياجات أطفالها ، فضلاً عن وجود نمط فكري لدى بعض الأسر ترى بالتعليم اسلوباً غير مجدٍ ومستقبلاً بعيداً عن اطفالهم فيرغمونهم على العمل والتسرب من المدارس وحرمانهم من حق التعليم ، كما وان من الاسباب الرئيسية لتسرب الاطفال من المدارس تدني المستوى المعيشي بسبب ارتفاع معدلات البطالة حيث ان العديد من الاطفال يتجهون لسوق العمل رغبة في زيادة دخل الأسرة وبسبب عجز اسرهم عن الانفاق عليهم .
ولأحتواء هذهِ الظاهرة والحد من انتشارها خصوصاً في المناطق والأحياء الشعبية التي تعاني معظم الاسر فيها من تدني المستوى المعيشي ، نضمت فرق الهلال الاحمر العراقي في محافظة نينوى وضمن اطار النشاطات المجتمعية برنامجاً للحد من ظاهرة تسرب الاطفال من المدارس تضمن القاء العديد من المحاضرات التوعوية للاسر النازحة في المخيمات تناولت الأخطار الاجتماعية المستقبلية الناجمة عن حرمان حق الاطفال في التعليم وأجبارهم على العمل والتسول ، وكذلك القيام بزيارات ميدانية لعدد من الاحياء الشعبية واللقاء المباشر مع الاسر ومع الاطفال الذين تسربوا من المدارس لأعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً وبما يتناسب مع مستوياتهم الفكرية والعمرية بغية تحفيزهم وتشجيعهم للعودة الى مقاعدهم الدراسية .