أقامت جمعية الهلال الاحمر العراقي الدورة التدريبية الأولى للصحة العقلية والدعم النفسي الأجتماعي للأطباء العاملين في العيادات الطبية المتنقلة التابعة للجمعية بالتعاون مع الكلية البريطانية ووزارة الصحة العراقية، شارك فيها أكثر من (20) طبيبا من اطباء الجمعية ومن كلا الجنسين ليكونوا نواة لتدريب مجموعات أخرى من الاطباء من غير اصحاب الاختصاص من العاملين في عيادات الهلال الاحمر الطبية المتنقلة.
وتلقى المشاركون على مدى خمسة أيام محاضرات حول تركيز الاهتمام بالمصابين بالأمراض النفسية كونهم لا يقلون اهمية عن المصابين بالأمراض العضوية وكيفية التعامل معهم وتشخيص حالاتهم المرضية من قبل اطباء غير مختصين بالأمراض العقلية والنفسية.
وأوضح الدكتور محمد الوزري الاستشاري في الطب النفسي ومسؤول العلاقات الخارجية في الكلية الملكية :” إن جمعية الهلال الاحمر العراقي أقامت هذه الدورة ضمن برنامج تم أعداده بالتنسيق مع الكلية الملكية البريطانية ووزارة الصحة العراقية الممثلة بالمستشار الوطني للصحة النفسية لتطوير أمكانيات ومهارات الأطباء العاملين في العيادات المتنقلة التابعة للهلال الأحمر العراقي “.
وأضاف أيضا :” استخدم في الدورة الدليل المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية المستخدم في مناطق عديدة من العالم لغير المختصين في مجال الطب النفسي بغية رفع أمكانياتهم وكفاءاتهم لتشخيص الحالات المرضية للطب النفسي واعتماد العلاجات المناسبة لها”.
وبين الوزري إن المشاركين هم من الأطباء العاملين في أسطول العيادات الطبية المتنقلة التابعة للهلال الأحمر العراقي، حيث بلغ عدد المشاركين أكثر من (20) طبيبا ومن كلا الجنسين، مؤكدا أن الكوادر التدريبية هم من الأطباء المتطوعين من الكلية الملكية البريطانية المختصين بالطب النفسي.
وتشير منظمة الصحة العالمية الى انه من بين الأشخاص الذين شهدوا حروباً أو نزاعات أخرى خلال العشر سنوات الماضية، سيُصاب واحد من كل خمسة (22٪) بالاكتئاب أو القلق أو اضطراب الكرب التالي للرضح أو الاضطراب الثنائي القطب أو الفصام، وإن الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية شديدة معرّضون للخطر بالأخصّ أثناء الطوارئ ويلزم أن تُتاح لهم رعاية الصحة النفسية وأن تُلبّى احتياجاتهم الأساسية الأخرى.
ويؤكد الدكتور زيد عبد الكريم عبد اللطيف نائب رئيس جمعية الهلال الاحمر العراقي :” إن إقامة هذه الدورة جاء نتيجة استشعار الهلال الأحمر بأهمية الخدمات الطبية العقلية والدعم النفسي الاجتماعي في العراق ، ونحن نحاول أن نوفر هذه الخدمات من خلال عياداتنا المتنقلة في كافة أنحاء العراق لتكون نافذة اجتماعية تمنحنا شعورا بهذا الحقل المهم جدا لما يعانيه البلد من نقص في الكوادر المتخصصة والامكانيات الطبية من ناحية، وبسبب الازمات التي نمر بها الاقتصادية والامنية من ناحية أخرى”.
ستزيد هذه الدورة من امكانياتنا وكفاءتنا المهنية في مجال الطب النفسي نظرا لكثرة المرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية والذين يردونا إلى عياداتنا المتنقلة، تقول الدكتورة سارة عبد الرحمن المشاركة في الدورة، وهي أحدى طبيبات العيادات المتنقلة في محافظة نينوى، وتضيف ” في محافظة نينوى لاحظنا ارتفاعا بنسبة المرضى المصابين بالأمراض النفسية كالاكتآب والأرق المزمن والاضطرابات النفسية لدى مختلف الفئات العمرية بسبب ما خلفته أعمال العنف التي شهدتها المحافظة والظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأهالي”.
فيما أكد الدكتور مثنى عقيل بلال من محافظة ذي قار إن لهذه للدورة التدريبية أهمية كبيرة بالنسبة للأطباء غير المختصين بالطب النفسي، وتابع: “توفرت لنا معلومات جيدة حول كيفية التعامل والتعاطي مع المرضى النفسيين، وتأتي هذه الدورة في الوقت المناسب وخصوصا بعد ارتفاع حالات الانتحار لأسباب عديدة منها اقتصادية واجتماعية، لذلك نحن بحاجة أن نكون ملمين وقادرين على التعامل مع الحالات المرضية التي تردنا من المصابين بالأمراض النفسية وتقديم ما يلزم من مساعدة وعلاجات مناسبة لهم “.