السيدات والسادة الرؤساء الموقرون،

السيدات والسادة والأمناء العامون الموقرون،

تحية طيبة وبعد،

أما وقد طوى هذا العام صفحاته، فإننا نجد أنفسنا نتأمل بعمق ما عشناه فيه من تغيرات استثنائية. فما زال العالم يتحول من حولنا بوتيرة نادرا ما شهدناها – من توتر جيوسياسي، وانعدام يقين اقتصادي، وكوارث ناجمة عن تغير المناخ، وتنامٍ في احتياجات المجتمعات المحلية في كل مكان، وهي كلها قوى تغير شكل المشهد الإنساني وتضعنا أمام تحدي التكيف والتطور والبقاء أوفياء لمهمتنا.

لقد وضع هذا العام الكثير والكثير من العثرات في طريقنا، فالعديد من الجمعيات الوطنية يواجه ضغطا ماليا وإجهادا تشغيليا وتزايدا في طلبات المجتمعات المحلية التي يخدمها، ونحن أيضا في أمانة الاتحاد الدولي نواجه تغييرات داخلية كبرى في ظل التكيف مع الواقع المالي الجديد، ونعيد النظر في أساليب عملنا، سواء عالميا أم مع كل وجمعية من جمعياتكم.

لكننا قادرون على مواجهة هذه الصعاب، وأنتم أيضا قادرون على مواجهتها ونعلم ذلك. لقد برهنتم في كل منطقة معنى العمل المحلي في كل مكان، معنى الاستجابة برحمة في اللحظات الأولى من الأزمات؛ ومواصلة العمل لفترة طويلة بعد انصراف الاهتمام عن تلك الأزمات؛ ومرافقة المجتمعات المحلية بكرامة وإنسانية وأمل.

ونحن ممتنون امتنانا عميقا لقيادتكم ولثقتكم ولالتزامكم الذي لا يتزعزع بالإنسانية. فعملكم ما زال مصدر إلهام لنا جميعا.

وإننا إذ نشرف على المستقبل، يجب أن تعزز التغيرات التي نعيشها شبكتنا ولا تضعفها، يجب أن تعزز مسؤوليتنا المشتركة عن ضمان أن تتاح الفرصة لكل جمعية وطنية كي تزدهر وتشارك مشاركة كاملة في مهمتنا المشتركة وتسهم فيها إسهاما ملموسا بغض النظر عن حجمها أو موقعها الجغرافي أو ما لديها من موارد.

وحتى إن كان هذا العالم يزعزعه عدم الاستقرار، فما زالت شعلة الأمل متقدة داخلنا، لأننا نشهد قوة ما يمكننا تحقيقه حين نعمل اليد في اليد، فلطالما نبعت قوتنا من وحدتنا وتنوعنا وإيماننا البسيط ولكن العميق بأن الإنسانية يجب دوما أن تُقدم على أي شيء.

فشكرا لكم على كل ما قمتم به هذا العام من أجل مجتمعاتكم المحلية ومن أجل شبكة الاتحاد الدولي، وعلى كل ما قام به بعضكم من أجل البعض الآخر.

وعسى أن يحمل لنا العام المقبل شعورا متجددا بالهدف المشترك، وعسى أن يظل التزامنا المشترك بالإنسانية نبراسا نهتدي به في كل ظرف تلم بنا الشكوك فيه، وفي كل مجتمع محلي يحتاج إلينا.

مع التقدير والتضامن،