الاتحاد الدولي/ متابعة الهلال
في مختلف المناطق العراقيّة، يوجد حاليًّا أكثر من 3 ملايين ومأتي ألف نازح اجبروا على الفرار من مدنهم وقراهم بسبب أعمال العنف الدّائرة، ومع انطلاق العمليّات العسكريّة في مدينة الموصل، هنالك احتمال أن ينزح مليون شخص إضافي في البلاد. ثلث النّازحين على الأقلّ هم اطفال، وكثير من بينهم عانوا من الصّدمات النّفسيّة جرّاء الوضع الإنساني المتدهور. تقوم جمعيّة الهلال الأحمر العراقي بتوفير خدمات الدّعم النّفسي-الإجتماعي في مخيّمات النّازحين وتولي اهتمامًا خاصًّا بالأطفال الّذين يعانون من وضعٍ خاص.
تعيش زينب إبنة الخمسة عشرة عامًا مع والديها في مخيّم للنّازحين في دهوك، شمال العراق، لجأوا إليه بداية عام 2015 بسبب أعمال العنف. تعوّل زينب على كرسيها المتحرك للتنقل وقد شعرت بالحرج من وضعها الصّحي فآثرت ملازمة والديها عوضًا عن الخروج من المخيم والتّفاعل مع من في سنّها. خلال زيارة ميدانيّة إلى المخيّم في 2016، تنبّه متطوّعو الإغاثة في جمعيّة الهلال الأحمر العراقي إلى وضع زينب، فقاموا بإخبار زملائهم في فريق الدّعم النّفسي-الإجتماعي عنها.
تقول المسؤولة عن برنامج الدّعم النّفسي-الإجتماعي في الهلال الأحمر العراقي رنا خالد عبد الكريم أن المتطوّعين أصرّوا على مساعدة زينب لتتخطّى مخاوفها: “أول مرّة حاولت فرق المتطوّعين اقناع الفتاة بالخروج من المخيم، تصدت لمحاولاتها.” نحن لا يمكننا إجبار أحد على فعل شيئًا لا يرغبه، فاحترمنا تردد زينب. تدريجيًّا، أظهرت زينب رغبة بالتّعاون مع متطوّعي الهلال الأحمر كما تقول رنا، فوافقت على مرافقتهم إلى خارج المخيّم للمشاركة بنشاطات المنظّمة.
تقول رنا: “مشاهدة تفاعلها مع أناسٍ من عمرها مجدّدًا أثّر بالجميع، فبكت هي فرحًا ولم