توسع المناطق الحضرية:
الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تشدد على أهمية العمل داخل المجتمعات المحلية
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال / متابعة الهلال :
يواجه سكان المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية في مختلف أنحاء العالم تحديات عديدة من بينها العنف والفقر ونقص المواد الغذائية وتدني الرعاية الصحية وعدم توفر الماء والصرف الصحي بشكل كافٍ وتفاقم الاستضعاف بين السكان. لكن نمط العيش في المناطق الحضرية يتيح كذلك فرصاً كبيرة ومن شأنه أن يكون محركاً للاندماج الاجتماعي والتعبير الثقافي والتنوع والنمو الاقتصادي.
ولأول مرة, فاق عدد السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية 50 في المئة من سكان العالم, وهي نسبة يُتوقع أن ترتفع إلى أكثر 60 في المئة عام 2030. كما يُتوقع أن تستحوذ مدن البلدان النامية على 95 في المئة من النمو الحضري في العقدين المقبلين. ويقول ” تاداتيرو كونويه ” , رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: ” يذكرنا الدمار الذي حلّ مؤخراً في هايتي بالأثر الذي يمكن أن تتركه الكوارث الطبيعية في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية. ونحن ملتزمون بالعمل مع المجتمعات والحكومات المحلية وغيرها من الشركاء المحليين على تحسين الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي, واستحداث نُظم فعالة للإنذار المبكّر والتحرك المبكّر وتوفير مآوي مقاومة للزلازل, من شأنها المساعدة على حماية الأرواح عند وقوع كوارث في المستقبل ” .
ويقول ” جاكوب كيلنبرغر ” , رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: ” يتأثر الكثير من المدن بشكل مباشر بالنزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف. ويمكننا أن نذكر مقديشو وبغداد وكابول, وكذلك ريو دي جانيرو ونيروبي, كأمثال على حالات تتسبب بمعاناة إنسانية هائلة. وحتى في بعض المدن التي لا تشهد حالة حرب, بلغ العنف نسباً لم يسبق لها مثيل. ولن أتفاجأ لو ركزّنا عملنا الإنساني في المستقبل بشكل متزايد داخل المدن التي تشهد أشكالاً مختلفة من العنف الناجم عن حالات أخرى غير النزاعات المسلحة ” . وتعمل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم مع المسؤولين في المدن ومع المجتمع المدني لمواجهة التحديات في المناطق الحضرية من خلال التصدي لأسبابها الرئيسية. كما تركز الجمعيات الوطنية على تعزيز آلت نوع ومناهضة التمييز وتضافر الجهود لتوفير خدمات اجتماعية ملائمة وضمان اتخاذ تدابير تتعلق بتوفير حماية مناسبة ورعاية صحية وقائية وإذكاء الوعي بأخطار الكوارث وتخفيفها. ويحتل متطوعو الصليب الأحمر والهلال الأحمر مكانة مركزية في إطار الجهود التي تبذلها الحركة لتحسين أوضاع المجتمعات الحضرية. وتكرر الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الدعوة إلى التحرك العالمي التي أطلقتها عام 2009: عالمنا, عملكم. ويذكّر هذا الجهد كلاً منا بالدور الذي علينا الاضطلاع به لتغيير عالمنا إلى عالم أفضل.