تقرير/ حيدر احمد
تعاني احد اقضية محافظة ديالى من تحديات الحياة اليومية مع أحلام الأطفال البراعم .
اذ مدارس تعاني من نقص كبير في الأدوات والمعدات اللازمة لتعليم الطلاب و الفصول الدراسية تفتقر الى المختبرات العلمية، والأنشطة الرياضية والفنية شبه معدومة، هنا جاء دور جمعية الهلال الأحمر العراقي، التي قررت ان تحدث فرقا حقيقيا في حياة هؤلاء الاطفال .
حيث اطلقت برنامجا مميزا تحت عنوان “قلب الطفل” بدعم من الصليب الأحمر الألماني كان الهدف منه هو تجهيز المدارس بالمواد العلمية المختبرية والرياضية والفنية للمساهمة في رفع المستوى العلمي والفني ودعم المواهب الرياضية .
اذ تم شمول خمس مدارس ابتدائية في قضاء بعقوبة تفتقر مختبراتها الى ادوات مختبرية ومجسمات تساعد التلاميذ على فهم المادة وكذك افتقار المرسم للالوان والفرشاة ولمسات واحلام الاطفال على ورق الرسم ، وطاقات رياضية لم تحضى بفرصه للعب في ساحات المدارس .
تم توزيع الأدوات المختبرية الحديثة والوسائل التعليمية الفنية التي جذبت انتباه الطلاب وأثارت فضولهم كما وفرت المواد الرياضية الجديدة ساحة للعمل والتنافس بين الطلاب، مما أسهم في تعزيز روح الفريق والتعاون بينهم لم تكن تلك التجهيزات مجرد أدوات، بل كانت بوابة جديدة للمعرفة والإبداع أصبح بإمكان المعلمين تنفيذ تجارب علمية حقيقية، وتطوير مهارات الطلاب بعد أيام قليلة من تنفيذ البرنامج بدأ التغيير يظهر بوضوح في إحدى المدارس التي قدمت دعوه للهلال الاحمر لزيارتها حيث نظمت إدارة المدرسة معرضًا فنيًا للرسم عرض الطلاب إبداعاتهم الفنية كانت اللوحات تعكس مشاعرهم وأحلامهم، وتبين كيف أن التعليم يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الذات . لم يقتصر النجاح على الجانب الفني فحسب، بل إن البرنامج أيضًا أثر إيجابًا على التحصيل الدراسي للطلاب بسبب استخدام الوسائل الحديثة في شرح المواد العلمية وساهمت في زيادة استيعاب الطلاب حسب متابعة وملاحظة مديرة المدرسة حيث كانت هناك لحظات مدهشة عندما تمكن الطلاب من إجراء تجارب مختبرية بأنفسهم، مما زاد من حبهم للعلوم وفتح أمامهم آفاقًا جديدة
إلى جانب ذلك تم اكتشاف مواهب رياضية جديدة بين الطلاب من خلال مباريات رياضية داخلية أظهر بعض الطلاب مهارات لافتة في مختلف الألعاب وأصبحوا يمثلون نماذج ملهمة لبقية زملائهم، مما خلق بيئة تنافسية صحية محفزة على ممارسة الرياضة وتعزيز اللياقة البدنية .
أصبح هذا المشروع مثالاً يحتذى به فالإرادة والتعاون يمكن تحقيق إنجازات ملموسة تعود بالنفع على المجتمع وترك بصمة واضحة على قلوب الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، ليكون رمزا للأمل والتغيير الإيجابي، ولتشجيع المزيد من المبادرات التي تعود بالفائدة على الأجيال القادمة . هذا النجاح لم يكن مجرد إنجازات فردية، بل كان تجسيدا لجهود جماعية، حيث لعبت جمعية الهلال الأحمر العراقي والصليب الأحمر الألماني دورا محوريا في احداث تغيير ايجابي في حياة الاطفال كانت رسالة البرنامج واضحة هي( الاستثمار في الأطفال هو استثمار في المستقبل وأن التعليم الجيد ينير طريق الأجيال القادمة ).
