نفذت جمعية الهلال الأحمر العراقي مشروع الحد من الكوارث في أربع محافظات بالتعاون مع الصليب الأحمر الفرنسي والصليب السويدي وبتمويل من المفوضية الاوربية للمساعدات الانسانية.
يهدف المشروع مساعدة المجتمعات المحلية على تطوير قابلياتها لفهم عوامل الأخطار الناجمة عن الكوارث والإجراءات التي يمكن أن تساعد في تقليل التأثر بها، فضلا عن تعزيز قدرات فرق الهلال الأحمر العراقي، ورفع مستوى المعرفة والوعي لديها، واستعدادها بشكل أفضل للتصدي والحد من مخاطر الكوارث .
استهدف المشروع، بحسب مدير قسم البناء والاصحاح في الهلال الأحمر العراقي نوار عبد القادر، أربع محافظات هي: (السليمانية، واسط ، بابل ، ميسان) كونها الأكثر عرضة للمخاطر الطبيعية حسب اللمحة التاريخية للعراق في السنوات العشرين الماضية .
وتابع: ” تمت المباشرة بالمشروع بصورة أولية في بداية عام 2021 عند الاستجابة لتداعيات جائحة كورونا ، حيث تم توزيع (4000) سيتا صحيا للعوائل المتضررة من (كوفيد19) بالتنسيق مع وزارة الصحة ، فضلا عن توزيع المنشورات والفولدرات التوعوية واجراء لقاءات مباشرة مع مختلف شرائح المجتمع المحلي للتعريف بمخاطر (كوفيد 19)”.
وأكد مدير قسم البناء والاصحاح: ” إن الهدف من المشروع هو الاسهام في تهيئة المجتمع المحلي لاتخاذ التدابير اللازمة عند مواجهة الكوارث والحد من تداعياتها، وامتلاكه معلومات كافية عن كيفية الوقاية من الأخطار الناتجة عن الكوارث”.
أصبح العراق في السنوات الاخيرة اكثر عرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية نتيجة للتدهور البيئي الحاد وإهمال الحفاظ على البيئة، ويواجه تحديات عديدة يفرضها تغير المناخ كارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار، وشحة المياه، وملوحة الأرض، وزيادة نسبة العواصف الرملية والترابية والزلازل التي خلفت آثارها الكثير من الخسائر البشرية والمالية، فضلا عن ما تسببه تلك الكوارث من عرقلة لسبل التنمية المستدامة و ارتفاع نسبة الفقر والهجرة.
وبين محمد الموسوي (أحد مدربي المشروع)” إن المشروع قسم الى مرحلتين، تم في الأولى تدريب فرق مختصة تابعة للهلال الأحمر العراقي لتقييم مواطن الضعف والقوة في المناطق المحددة، وتم تشكيل فريق استجابة للطوارئ مكون من (20) شخصا تم تدريبهم على إغاثة حالات الطوارئ والرعاية الصحية والإسعاف الأولي والدعم النفسي وإدارة المخيمات في حالات الطوارئ والتوعية عن المخلفات الحربية وتم تجهيزه بمعدات مختصة للاستجابة السريعة في حالة حدوث الكوارث، وفي المرحلة الثانية تم تشكيل فريق استجابة محلية من المجتمع نفسه وتم تدريبهم على طرق الاخلاء والانقاذ والتعامل مع مخاطر الحرائق والهزات الارضية وكيفية التواصل فيما بينهم في حالات الطوارئ وشارك في تدريبهم بالتعاون العديد من الجهات المختصة كالدفاع المدني والصحة والرصد الزلزالي والانواء الجوية “.
ورافق المشروع حملات توعية عن مخاطر الكوارث الموجودة فعلا وطرق التعامل معها، وحملات إعلانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى مجتمعية عبر الزيارات المنزلية ومقابلة السكان، كما تم تجربة خطة المشروع عبر طريق تمرين محاكات معقد لما يطابق الواقع عند حدوث الكارثة شارك فيه العديد من الجهات المختصة والمؤسسات الحكومية كالدفاع المدني ودوائر الصحة والنقل والمواصلات وخلية الازمة في كل محافظة.