بغداد/محمد الخزاعي
بعد عام من الازمة الانسانية التي خلفتها احداث الموصل في العاشر من حزيران الماضي مازال الالاف من المتضررين جرائها يواجهون العديد من التحديات الانسانية على مختلف الاصعدة، فقد شهد عام 2014 مقتل اكثر من (15538) مواطنا منهم (12,588) مدنيا , كما وصل عدد الجرحى في العام نفسه إلى (22،620) شخصا ، فيما لا يزال هناك اكثر من (369063) عائلة نازحة تنشر في عموم البلاد ، منها نحو (24756) عائلة تعيش في المخيمات وكذلك (117280) عائلة يعيشون في الاماكن العامة واستضافة الاقارب .
ومازالت اكثر من خمسة مدن كبرى في محافظة نينوى خالية من السكان تماما منذ هجرتها ولحد الان ، فلم تسجل عودة لأية عائلة نزحت (من تلعفر وسنجار وبرطلة والحمدانية وسهل نينوى او مركز الموصل ) .
وخلال الازمة الانسانية التي عصفت بالبلاد فقد مئات آلاف الموصلين ممتلكاتهم وفرص عملهم ، وهو ما تسبب في تدني المستوى المعيشي وتزايد نسبة الفقر ونتيجة لتكون تجمعات للنازحين القادمين من الموصل في بعض المدن اصبح من الصعب الحصول على فرص عمل جديدة، في هذا الصدد يقول ابو حسن وهو نازح من تلعفر الى كربلاء ( انا مهندس وزوجتي معلمة ولدي ثلاثة اطفال كان لدينا منزل وعمل كنا نوفر شهريا الفائض من احتياجاتنا وكنا نعيش حياة اقتصادية جيدة ومنذ ان نزحنا ولحد الان مازلنا نبحث عن عمل في هذه المدينة لكن دون جدوى فالحصول على فرص العمل هو امر ليس بالسهل ) .
وقد اتخذت الحكومة العراقية قرارات للتقليل من حدت الفقر التي يعيشها النازحون تمثلت في تحويل رواتب النازحين الموظفين الى المدن التي نزحوا اليها ، وكذلك تخصيص منح مالية للنازحين , بيد ان هذا الاجراء يشمل المتعاقدين والعاملين في مؤسسات الدولة ولم يشمل العاملين في القطاع الخاص من الفلاحين والعمال وغيرهم ، وفي هذا الصدد يقول ابو عارف الذين كان يعمل في ورشة لتصليح السيارات في الموصل قبل ان يهجر منها ( ان منحة الدولة التي حصلنا عليها هي لشهر واحد فقط علينا ان نبحث عن عمل لاننا نعتمد على ما يقدم لنا من مساعدات انسانية ومع تزايد اعداد النازحين من الانبار اصبحت تتضاءل ) .
تراجع الحالة المعيشية والتحديات التي يعيشها النازحون واجبر العديد من الطلبة على ترك الدراسة ، وتشير تقارير المختصين ان الازمة الانسانية في العراق تسببت بحرمان نحو (650000) طفل من اكمال تعليمهم وخلال سنة واحدة تضاعف عدد الاشخاص الذي يحتاجون الى مساعدة بنسبة 400% ويقول الدكتور ياسين المعموري رئيس الهلال الاحمر العراقي “ ان الوضع الانساني يزداد صعوبة مع تراجع المستوى الاقتصادي واستمرار ازمة النازحين وزايدة اعدادهم خلال هذه السنة بذل متطوعوا الهلال الاحمر العراقي جهودا استثنائية لدعم المتضررين من ازمة الموصل ومازالت مستمرة .”
ونتيجة الاوضاع الامنية وخطورتها تتضائل فرص الحصول على الرعاية الصحية و العلاج للمرضى وكبار السن والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والمعنفين ووفقا لاقل التقديرات فان عدد النساء اللواتي تعرضن للعبودية والعنف الجسدي والاغتصاب والمتاجرة نحو ( 5000 ) امراة غالبيتهن من الاقلية الايزيدية وقعت لهن هذه الاحداث في مدينة سنجار وبعض المدن الصغيرة الاخرى.
ويسعى الهلال الاحمر العراقي الى تبني برنامجا خاصا يهدف الى دعمهن نفسيا ومحاولة دمجهن في المجتمع ومواجهة الاعراف الاجتماعية المعقدة ، وتقول احدى النساء التي رفضت الكشف عن اسمها ( لم استطع الخروج من بيتي عندما حدثت اعمال العنف في سنجار وهذا الامر ادى الى مقتل زوجي امامي مع العديد من الرجال بعدها تعرضت للاغتصاب مرات عديدة وتم بيعي بـ(75) دولارا لاحد الاشخاص ومنه الى شخص يقوم تطوعا بشراء النساء لتحريرهن , انا لا استطيع الان مواجهة المجتمع لاني جلبت العار لنفسي وعائلتي)،.
فيما لايزال هناك الاف الاطفال الذين هم بحاجة الى رعاية غذائية وصحية وتعليمية، وعلى مدى السنة الماضية تعمل جمعية الهلال الاحمر العراقي كمستجيب اول لسد الاحتياجات الطارئة للنازحين وقد استطاعت اغاثة لكثر من (344644) عائلة ووفرت خدمات صحية لنحو (265022) نازح وساعدات في اعادة الروابط العائلية لمئات الحالات منهم ( 73) اجنبيا يعملون في مستشفيات الفلوجة وصلاح الدين ، تم اجلائهم الى خارج العراق على الرغم من ضراوة المعارك وشدتها , وتسعى الجمعية الوطنية الى زيادة حجم المساعدات المقدمة وتوسيع برامجها الاغاثية والصحية ، الا ان اهم التحديات التي تواجهها تتمثل في نفاذ المخزون وشح التمويل وقد ساهم خلال السنة الماضية شركاء الجمعية الوطنية من مكونات الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر مساهمة فاعلة في عمليات الاستجابة الطارئة ومحاولة تطويق الازمة مرة اخرى يقول رئيس الهلال الاحمر العراقي الدكتور ياسين المعموري موجهة رسالته للشركاء (نيابة عن متطوعي الجمعية نشكر جميع الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر وجميع الشركاء الذين ساهموا في دعم جهود الاغاثة للهلال الاحمر العراقي وندعوهم لمضاعفة الجهود لمساعدة النازحين ووضع اهدافهم في خدمتهم قبل كل الاهداف ).
ويقول فريد عبد القادر ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر في العراق ( من داخل الموصل مازال الهلال الاحمر العراقي هو المنظمة الانسانية الوحيدة العاملة في المدينة وخلال السنة الماضية استطاعت الجمعية اغاثة نحو ( 18000) عائلة نزحت من مناطق القتال على اطراف المحافظة الى وسطها فيما ينفرد مركز الاطراف الصناعية للهلال الاحمر العراقي بالعمل داخل المدينة على مساعدة المعاقين وقد ساعد خلال السنة الماضية نحو (300) معاق.
الموقع الرسمي لجمعية الهلال الاحمر العراقي جمعية الهلال الاحمر العراقي جمعية إنسانية وطنية مستقلة عملها تخفيف الآلم ومعاناة أبناء المجتمع من دون تمييز في أوقات السلم والحرب أثناء الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية وتعد الجمعية واحدة من الجمعيات الفعالة في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر
من خارج العـــراق / 009647704621141
البحث عن المفقودين/ 009647704429754
المعلومــــــــاتية / 009647706740075
مستشفى الجـراحــي/ 07723999972
مستــشفى الـــولادة / 07724999972
البريد الرسمي : relations.dept@ircs.org.iq
بريد قسم الاعلام : info@ircs.org.iq
Proudly Hosted by Visiono-iq
Proudly Hosted by Visiono-iq